تواجه الجمعيات الخيرية في جميع أنحاء العالم طلباً غير مسبوق على خدماتها، لكن العديد منها يُحذر من أن تقلص المنح الحكومية وتزايد المنافسة على الموارد المحدودة يُهدد استدامتها على المدى الطويل.
ووفقاً لصندوق «تشاريتيس آيد»، فإن ما يقرب من أربع من كل خمس منظمات غير ربحية شملها الاستطلاع العالمي قد أبلغت عن زيادة في طلبات الدعم. ومع ذلك، قالت ثلاثة من كل خمس منظمات إن تحقيق الاستدامة المالية كان "مصدر قلق رئيسي".
تُعد هذه النتائج جزءاً من تقرير صندوق «تشاريتيس آيد»، المسمى بـ «العطاء العالمي: رؤى الجمعيات الخيرية»، والذي يستند إلى تجارب أكثر من 3,000 من قادة الجمعيات الخيرية في 27 دولة.
وصرح نيل هيسلوب، الرئيس التنفيذي لصندوق «تشاريتيس آيد»، قائلاً: "التمويل هو التحدي الأكثر انتشاراً للجمعيات الخيرية في جميع أنحاء العالم. ومع استمرار وتصاعد الانقسام الاجتماعي، والصراعات، وآثار تغير المناخ، والأعداد الهائلة من النازحين، فإن الجمعيات الخيرية التي يتم الاعتماد عليها لتقديم الإغاثة — مثل العاملين في مجال الصحة، والتخفيف من حدة الفقر، والمساعدات الإنسانية — تتأثر بشكل خاص بالطلب المتزايد على خدماتها".

اقرأ المزيد حول ما يحفز الناس في الإمارات العربية المتحدة على التبرع للجمعيات الخيرية، حمّل التقرير الكامل هنا.

شاركت العشرات من المنظمات غير الربحية من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في الاستطلاع، ولكنها لم تكن كافية لتوفير مجموعة بيانات كاملة لتقرير مستقل.
وتماشياً مع التيارات العالمية، أشارت المنظمات المستجيبة إلى ارتفاع الطلب على خدماتها أيضاً. ومع ذلك، أعربت معظمها عن ثقة أكبر في قدرتها على تلبية هذه الاحتياجات مقارنة بنظيراتها في المناطق الأخرى.
علاوة على ذلك، قال أكثر من نصف المشاركين في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية إنهم واثقون من تنوع ومرونة تمويلهم، على النقيض من التوقعات الأكثر تشاؤماً في أماكن أخرى.
ويتم النظر إلى مشاركة الحكومة في القطاع الخيري بشكل أكثر إيجابية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وبشكل أقل إيجابية في أوروبا.
في المملكة العربية السعودية، على سبيل المثال، أشار العديد من المستجيبين إلى أهداف الحكومة من رؤية 2030، والتي تشمل زيادة مساهمة القطاع غير الربحي إلى 5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وإشراك مليون سعودي في العمل التطوعي.
كما إن التحديات الرئيسية التي حددتها المنظمات غير الربحية في كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية قد تضمنت توظيف الموظفين والاحتفاظ بهم، والتعامل مع الأطر التنظيمية.
وعلى الرغم من هذه العقبات، أعرب أكثر من نصف المشاركين عن تفاؤلهم الشديد بشأن مستقبل منظماتهم وبوضع القطاع بشكل عام.
سوف يتم إطلاق التقرير في حدث جانبي خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. ويأتي ذلك في أعقاب الإصدار السابق لتقرير صندوق «تشاريتيس آيد»، المسمى بـ «العطاء العالمي: رؤى المانحين»، الذي ركز على سلوكيات العطاء العالمية، حيث صنفت مصر والإمارات العربية المتحدة وقطر ضمن أفضل 10 دول من حيث الكرم.

تعرّف على المزيد حول الكرم ودوافع العطاء في المملكة العربية السعودية هنا.