خلق حوار للسلام

جمعية توحيد شبيبة لبنان توفر فرصاً للتعليم في المجتمعات المهمشة وترفع مستوى الوعي العام بأهمية الاحترام المتبادل والتسامح

Shutterstock 410782897

تشير الإحصاءات إلى أنه من بين كل خمسة أشخاص في لبنان هناك لاجئ سوري أو فلسطيني واحد. وتعاني الغالبية العظمى من هؤلاء اللاجئين من الفقر، ولا تبعث قدرة الجيل الثاني منهم على الخروج من العوز على التفاؤل، إذ أن أكثر من نصف أطفال اللاجئين (الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و18 عاماً) هم خارج مقاعد الدراسة.

من ناحية أخرى، تواجه الفتيات من هذه الفئة تحديات إضافية، مع اتساع الفجوة بين الجنسين فيما يتعلق بالحصول على الرعاية الصحية وفرص العمل والتعليم في شتى مناطق البلاد.

دفعت هذه الأسباب والمبدأ التوجيهي المتمثل في حق المحرومين والفقراء بتحقيق إمكاناتهم وتحسين حياتهم على قدم المساواة مع غيرهم من الأشخاص، الناشطة في الأعمال الخيرية ملك النمر إلى تأسيس جمعية توحيد شبيبة لبنان عام 2010.

تتركز أنشطة الجمعية على تمكين فئات المجتمع الهشة والضعيفة من خلال توفير التعليم للأطفال بدءاً من عمر الخمس سنوات، فضلاً عن دورات التدريب على المهارات للنساء والشباب، لكي يتمكنوا من بناء مسارات مهنية ناجحة تخرجهم من دائرة الفقر.

وتدير جمعية توحيد شبيبة لبنان أكثر من عشرة برامج تم تصميم كل واحد منها للتعامل مع مجموعة محددة من التحديات التي تواجه هذه الفئات من المجتمع. يركز أحد هذه البرامج، ويدعى Bridge (جسر)، على توفير الدعم للفتيان والفتيات الذين يحاولون الانتقال من المدرسة الثانوية إلى الجامعة.

ويوفر البرنامج منحاً دراسية ودورات تحضيرية لدخول الجامعات، كما يوفر المشورة والتوجيه اللازمين ليس فقط لضمان وصول أبناء الفئات المهمشة الذين أكملوا الثانوية إلى التعليم العالي فحسب، بل لمساعدتهم أيضاً على متابعة الدراسة والنجاح في كبرى الجامعات حول العالم.

ولغاية اليوم، وفر البرنامج هذا الدعم إلى أكثر من 1,000 طالب وطالبة؛ تخرج أكثر من 600 منهم من أفضل الجامعات اللبنانية والدولية - من بينهم 250 تخرجوا من الجامعة الأميركية في بيروت.

وقد أنشأت جمعية توحيد شبيبة لبنان مؤخراً برنامجاً تأهيلياً مدته عامان يدعى Change (التغيير) ويقتصر نشاطه حصراً على دعم طلاب المدارس الثانوية من اللاجئين السوريين.

ويهدف برنامج Change من خلال توفير دورة مكثفة في اللغة الإنجليزية، إلى جانب دورات في التفكير التحليلي والمهارات الشخصية، إلى زيادة فرص اللاجئين السوريين الشباب للتكيف والنجاح في المدارس والجامعات اللبنانية، التي يوفر غالبيتها التعليم باللغة الإنجليزية. ويقدم البرنامج الذي يتخذ "التغيير يبدأ بالتعليم" شعاراً له، الدعم لحوالي 300 شاب وشابة.

كما تعمل جمعية توحيد شبيبة لبنان على تصميم هذه البرامج وغيرها بناء على الحاجات التي تلمسها لدى هذه الفئات. وتشمل مجموعة الداعمين للجمعية جهات مؤسساتية عربية بارزة وجامعات ومؤسسات دولية وحكومات ومانحين أفراد.

ومنذ تأسيسها وحتى الآن تمكنت الجمعية، عبر برامجها المختلفة، من دعم أكثر من 20,000 شخص من الفئات المهمشة في لبنان. وفي ظل تزايد أعداد اللاجئين الذي يثقل كاهل الأنظمة التعليمية في العالم العربي، تواصل جمعية توحيد شبيبة لبنان استكشاف مسارات وطرق جديدة لتوفير تعليم ذي جودة عالية يغير حياة الفئات المهمشة في المجتمع نحو الأفضل.

تم‭ ‬نشر‭ ‬هذا‭ ‬المحتوى‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬’مشروع‭ ‬انسبايرد،‭ ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬مقابلات‭ ‬الفيديو‭ ‬ودراسات‭ ‬الحالة‭ ‬المستمدة‭ ‬من‭ ‬لقاءات‭ ‬مع‭ ‬رواد‭ ‬عطاء‭ ‬متميزين‭ ‬ومؤسسات‭ ‬خيرية‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي. ‬وقد‭ ‬حصل‭ ‬’مشروع‭ ‬انسبايرد‘‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬عبدالله‭ ‬الغرير‭ ‬للتعليم‭ ‬ومؤسسة‭ ‬بيل‭ ‬وميليندا‭ ‬غيتس،‭ ‬وتم‭ ‬إنتاجه‭ ‬مع‭ ‬شركاء‭ ‬المعرفة‭:‬ ’مجموعة‭ ‬بريدج‭ ‬سبان‘‭ ‬و’زمن‭ ‬العطاء‘‭.‬