تقديم المنح

تقدم هذه الصفحة التي تم تجميعها من مصادر متنوعة مجموعة مختارة من الموارد لمساعدتك في استكشاف النهج المختلفة لتقديم المنح. كما تشرح الفوائد - والعقبات التي قد نواجهها أحياناً - في هذا الشكل من العمل الخيري.

Effective Grantmaking Pt2 Copy 2

نبذة

عندما يفكّر الناس في العطاء، فإن عطاءهم يكون في أغلب الأحيان تفاعلياً: أي أن شخصاً ما يطلب منك المال لغرض نبيل فتسارع أنت لتقديمه لأنك تريد المساعدة. وبطبيعة الحال، تحظى المساعدة التي يتم تقديمها بهذه الطريقة بأهمية بالغة، لكن هل تسألت يوماً ما إذا كانت الأموال التي تقدمها قادرة على تحقيق المزيد؟

يعني تقديم المنح الفعّال أن تتخذ قراراتٍ مدروسةً عند العطاء. فبدلاً من مجرد تقديم سلسلة من الهبات والمساعدات، يحفزك تقديم المنح الفعّال على وضع خطة (حتى وإن كانت في رأسك فقط) لما تسعى لتحقيقه من خلال أموالك، وبعد تقديم المنح تتحول هذه الخطة إلى حقيقة واقعة.

إذاً ما هي المنحة بالضبط؟ ولماذا تعتبر أداة شائعة؟ وكيف يمكنك أن تتأكد من أن المنح التي تقدمها تتسم بالفعالية؟

تحظى المنح بشعبية كبيرة لأنها عملية واضحة نسبياً وغير معقدة وتنطوي إدارتها على تكلفة منخفضة، كما يمكن (من الناحية النظرية) تنفيذها بسرعة. وقد تتراوح المنحة بين بضع مئات من الدولارات يتم تقديمها لمرة واحدة فقط بهدف مساعدة فرد ما، إلى هبات بملايين الدولارات يتم تقديمها على مدى سنوات عديدة بهدف توفير الدعم للمؤسسات التعليمية والمستشفيات والمنظمات الأخرى.

ويمكن للمنح أن تمول تقديم المساعدات أو الخدمات مباشرة أو بناء القدرات أو تغيير النظم. وبينما تستخدم المنح عادة من قبل الحكومات، إلا أن بعض أكبر الأسماء في مجال العمل الخيري، كمؤسسة بيل وميليندا غيتس ومؤسسة روكفلر الخيرية، هي أيضاً جهات مانحة.

ومن المهم أن تتمكن كمانح من تحقيق التوازن بين رغبتك في الحصول على معلومات حول التقدم المحرز والنتائج التي يتم تحقيقها بفضل الأموال التي قدمتها والوقت الذي تستغرقه الجهات المتلقية للمنح لإبلاغك عن هذا التقدم. من هنا قد يؤدي تحويل الأعمال المكتبية ذات الصلة بالمنحة لأمر شاق ومرهق إلى صرف الجهات التي تمولها عن أداء عملها الأساسي، الأمر الذي سيقلل من فعالية أموالك.

تقدم هذه الصفحة التي تم تجميعها من مصادر متنوعة مجموعة مختارة من الموارد لمساعدتك في التعرّف على النماذج المختلفة لتقديم المنح واستكشاف نهج تقديم المنح القائم على الثقة والنهج التشاركي لتقديم المنح.

بدء العمل

تبدأ الخطوة الأولى في رحلتك كي تصبح مانحاً فعالاً باتخاذ قرار حول ما تريد تحقيقه من خلال الأموال التي تقدمها قبل الانتقال إلى اختيار الجهات التي ستقدم لها الدعم وطريقة تقديمه. وقد قامت منظمة ’بريدجسبان‘ Bridgespan بوضع ست خطوات لتقديم المنح لإرشادك خلال هذه العملية. يمكنك تنزيل التعليمات كاملة هنا.

وفي كل خطوة من هذه الخطوات، هناك اختيارات عليك القيام بها. ولكن يبقى سر تقديم المنح الفعال هو تحقيقك للتوازن الصحيح. فعلى سبيل المثال، إذا قمت بتوسيع نطاق البحث منذ البداية فقد يصبح الاختيار أمراً مربكاً، أما إذا كان نطاق تركيزك ضيقاً للغاية، فقد يعني ذلك أنك قد تغفل عن المنظمات الجيدة. علاوة على ذلك، عندما تقدم الدعم للجهات التي تموّلها عليك تحقيق التوازن بين رغبتك في الحصول على المعلومات بشأن التقدم المحرز والنتائج من جهة والإدراك بأن الوقت الذي يتم قضاؤه على تزويدك بالتقارير يؤخر أولئك الذين تمولهم عن أداء عملهم الأساسي من جهة أخرى.

  1. تحديد متلقي المنح: العثور على المنظمات غير الربحية التي ترغب بتمويلها. لإيجاد منظمات تعمل في مجال اهتمامك، يمكنك إما إجراء البحوث وطلب التوصيات أو الترويج للتمويل الذي تنوي تقديمه بإصدار دعوة مفتوحة لتلقي طلبات التمويل.
  2. التدقيق: البحث عن معلومات حول الجهات المستفيدة المحتملة. وتسمى هذه المرحلة كذلك ببذل العناية الواجبة أو تقييم المنحة. ويمكنك خلال هذه الخطوة إصدار الأحكام حول الجوانب التي تهمك، مثل: هل تتبع المنظمة ممارسات الإدارة السليمة، أو تتمتع بقيادة قوية، أو هل تتبنى استراتيجية واضحة أو نتائج مثبتة أو أخلاقيات معينة؟
  3. الهيكلة: تحديد طبيعة المنح التي تقدمها. قد ترغب في تحديد ما إذا كانت منحتك ستقتصر على مجال معين من عمل الجهة المانحة أو ستقدم دعماً غير مقيد. يتوجب عليك أيضاً تحديد المدة والحجم المناسبين لأي منحة. وربما سيتبادر إلى ذهنك أنه كلما كانت المنحة كبيرة وتمتد لمدة طويلة، عاد ذلك بالفائدة على الجهة المتلقية، لكن عليك أن تضع في اعتبارك أيضاً الأثر الذي ستتركه المنحة الكبيرة جداً على المنظمة، لا سيما بعد أن تصل إلي نهايتها.
  4. الاختيار: اختيار منظمة غير ربحية معينة لتحصل على التمويل. وقد يكون هذا قرارك أو ربما تشرك أفراداً من عائلتك في اتخاذه أو تفوض ذلك إلى موظفين أو لجنة خاصة. مع ذلك، أنت بحاجة إلى تبني معايير واضحة للتأكد من اتخاذ قرارات متسقة. وكلما زاد عدد المنظمات التي تضعها في اعتبارك وزاد تنوعها، أصبح الاختيار بينها أكثر صعوبة، وهذا سبب وجيه آخر للالتزام بمجال تركيز واضح.
  5. تقديم الدعم: التعاون مع الجهات المتلقية للمنح من أجل تحقيق النجاح. فأنت لا تستطيع صنع الفارق إلا من خلال الجهات التي تمولها، وبالتالي فإن نجاحها هو نجاحك أيضاً. ولذلك لا بد أن تحدد أفضل السُبل التي تمكنك من تقديم الدعم لها بما يتجاوز تقديم المنحة. فإذا كنت ترغب في التعاون بشكل وثيق معها فعليك أن تضع في اعتبارك وقتها وعدم توازن القوى (القائم دائماً بين الباحثين عن التمويل والممولين) - من هنا لا بد أن يكون تعاونك لإضافة قيمة، على سبيل المثال إذا كان لديك علاقات وجهات اتصال مفيدة أو خبرات قيمة وأن لا يكون الأمر مجرد القيام بشيء تجد فيه المتعة.
  6. الاستدامة: اتخاذ قرار بشأن استمرار التمويل. يمكنك تكرار عملية تقديم المنح للمنظمات التي تعجبك أو توزيع أموالك لتشمل منظمات غير ربحية جديدة. لكن من المهم أن تكون واضحاً بشأن إمكانية (أو عدم إمكانية) حصول المنظمة على المزيد من التمويل وإدارة مرحلة انهاء العلاقة التمويلية بشكل جيد.

المصدر: ’بريدجسبان‘: كيف يمكن لروّاد العطاء التفكير في عملية التمويل: الخطوات الست لتقديم المنح

كيفية إعداد قائمة مختصرة بالمنظمات المرشحة للحصول على التمويل

وضعت مبادرة التعلم للعمل الخيري الفعّال التابعة لجامعة ستانفورد مجموعة مفيدة من الأدوات التي تعطي مقدمة عن العطاء الفعّال. ويتضمن هذا الدليل قسماً يتناول كيفية تحديد الجهات التي ستحصل على المنح. وفيما يلي دليل موجز حول كيفية إعداد قائمة مختصرة بالمنظمات المرشحة للحصول على التمويل والتحقق منها. ويمكنك تنزيل الدليل كاملاً هنا.

إن تحديد المنظمات التي يمكنها الحصول على التمويل بشكل استباقي، بدلاً من الاستجابة كردة فعل لطلبات التمويل المتنوعة التي يتم الحصول عليها يزيد من احتمالية دعمك للمنظمات التي تتماشى مع أهدافك الخيرية. كما تساعدك عملية البحث على فهم طبيعة مجالات التركيز الخاصة بك، وبذلك يصبح عملك الخيري أكثر فعالية.

ويمكنك اتخاذ خطوتين رئيسيتين للعثور على المنظمات: طلب توصيات من شبكة علاقاتك والبحث عبر الإنترنت.

وفي حال كان أفراد عائلتك أو أصدقاؤك أو زملاؤك في المهنة يتمتعون بخبرة واسعة في مجالات التركيز الخاصة بك، يمكنك أن تطلب منهم تزكية منظمات يعرفونها أو يتطوعون معها. (لكن تأكد بأنك تفهم تماماً مدى عمق تجاربهم مع المنظمات التي يزكونها ولماذا يزكونها وما التحيزات التي قد تؤثر على تزكيتهم لها).

يمكنك أيضاً طلب توصيات من الخبراء في المجالات أو القضايا التي تسعى لتناولها. فعلى سبيل المثال، يمكنك أن تسأل صديقاً يعمل محامياً في مجال حقوق الإنسان عن المنظمات التي تدعم حقوق المهاجرين، أو آخر يعمل طبيب أورام عن أبحاث السرطان التي تجري حالياً. كما يعد المانحون أصحاب الخبرة في مجال تركيزك مصدراً جيداً للتوصيات.

فضلاً عن ذلك، يمكن للمستشارين في مجال العمل الخيري وشبكات المانحين مساعدتك في تحديد المنظمات الفعّالة التي تنشط في مجالات تركيزك.

يوجد لدى العديد من المؤسسات الخيرية موظفين متخصصين يقومون بالتدقيق بشكل كامل في المنظمات غير الربحية قبل تمويلها. كما تنشر العديد من المؤسسات الخيرية الكبرى قوائم بالجهات المتلقية لمنحها على مواقعها الإلكترونية. يمكنك البحث عن المؤسسات الخيرية المتوافقة مع أهدافك الخيرية ومن ثم النظر إلى الجهات المتلقية لمنحها.

إن إجراء تحليل للمشهد العام يساعدك في التعرّف على أفضل الأبحاث والاستراتيجيات والجهات المعنية والمنظمات والممولين في مجال تركيزك. فإذا كان لديك وقت محدود ولكنك تريد أن تتأكد من أن لديك فهم عميق للقضية وأصحاب المصلحة ونشاط الجهات المانحة الأخرى، والسياسات التي تؤثر على مجال اهتمامك، فمن الشائع أن تستعين بخبير استشاري للقيام بتحليل المشهد العام بالنيابة عنك.

يمكن أن يستغرق القيام بتحليل المشهد العام بضعة أسابيع أو أشهر ويبدأ بصفة عامة بالبحوث المكتبية - أي عمليات البحث عبر الإنترنت ومراجعة المؤلفات ذات الصلة بمجال معين. ويمكنك (أو يمكن للخبير الاستشاري الذي توظفه) استكمال ذلك بالتحدث إلى الجهات المعنية الرئيسية، لا سيما المستفيدون المستهدفون والمنظمات غير الربحية والممولون الآخرون والعلماء والمسؤولون الحكوميون وقادة الأعمال وأعضاء المجتمع.

وبمجرد أن يصبح لديك قائمة مختصرة بالمنظمات التي ترغب بتمويلها، يمكنك بعد ذلك التدقيق فيها بتنفيذ إجراءات العناية الواجبة. وتتضمن إجراءات العناية الواجبة تقييم الوضع القانوني للمنظمة وصحتها العامة وتوجهها الاستراتيجي والأثر الذي تحققه برامجها. وسيمكنك إتمام هذه الإجراءات بالكامل من اتخاذ قرارات تمويل واثقة ومستنيرة.

تم استنباط القسم أعلاه من مجموعة أدوات العمل الخيري الصادرة عن مركز ستانفورد للعمل الخيري والمجتمع المدني، حقوق الطبع والنشر 2020، مجلس أمناء جامعة ليلاند ستانفورد جونيور، بموجب ترخيص المشاع الإبداعي Creative Commons Attribution 4.0 license.

ويجب عليك إيلاء الاهتمام إلى المجالات السبعة التالية:

  1. الوضع القانوني. هل المنظمة مسجلة/ مرخصة لدى السلطة المحلية؟
  2. التاريخ المؤسسي. يدل السجل الحافل للمنظمة على خبرتها في هذا المجال.
  3. الاستراتيجية. تمتاز المنظمات الفعّالة بالوضوح بشأن أهدافها والنهج الذي تتبعه لتحقيقها.
  4. البرامج والخدمات. يوجد لدى المنظمات الفعّالة برامج متسقة ومتكاملة ولا تنتشر على نحو شديد الاتساع بحيث يحد من فعاليتها.
  5. الحوكمة والإدارة. لا بد أن يتمتع كبار الموظفين بالخبرة والمعرفة ذات الصلة بأهداف المنظمة. ولا بد أن يتمتع أعضاء مجلس الإدارة كذلك بالخبرة اللازمة لتوفير التوجيه الاستراتيجي.
  6. الجوانب المالية. تكفل المنظمات الفعّالة صحتها المالية من خلال إدارة ميزانياتها بكفاءة وجمع الأموال من عدة جهات مانحة والعمل على المتابعة وامتلاك موارد احتياطية.
  7. الرصد والتقييم. تعمل المنظمات الفعّالة كمؤسسات للتعلم حيث تتبع نتائج برامجها وتلتمس الآراء حولها بشكل منتظم بهدف توجيه عملها الحالي والمستقبلي.

أمور تثير الشكوك:

- عدم تسجيل المنظمة قانونياً كمنظمة خيري

- تغطية صحفية سلبية (في الوقت الحالي أو في الماضي)

- تغييرات متكررة في استراتيجية المنظمة ورؤيتها

- اتباع استراتيجيات متعددة ومتباينة باستخدام موارد محدودة

- امتداد البرامج/ الخدمات عبر قضايا أو مجالات تركيز عديدة وغير مترابطة

- غياب مؤشرات تدل على التفاعل البناء مع الفئات المستهدفة

- إجراء سلسلة من التغييرات الرئيسية في المناصب القيادية (على سبيل المثال، منصب المدير التنفيذي، كبير الموظفين التنفيذيين، كبير الموظفين الماليين)

-  وجود تضارب في المصالح مع أعضاء مجلس الإدارة أو الجهات المانحة المهمة

-  افتقار مجلس الإدارة إلى الخبرة في إدارة المنظمات غير الربحية أو غياب تمثيل المستفيدين الذين تستهدفهم المنظمة

-  عدم وجود بيانات مالية مدققة للمنظمات التي تزيد ميزانيتها السنوية عن مليون دولار

-  عجز متزايد أو تقلبات مالية غير مفسرة

-  الاعتماد على جهة مانحة واحدة أو مجموعة صغيرة من المانحين

- الافتقار للبيانات أو التقارير المتعلقة بأحدث الأنشطة والنتائج

 - التقارير لا تبدي أي مؤشرات على تكييف الاستراتيجيات من أجل التصدي للتحديات والاستفادة من الدروس الناتجة عن الأنشطة السابقة

تم استنباط القسم أعلاه من مجموعة أدوات العمل الخيري الصادرة عن مركز ستانفورد للعمل الخيري والمجتمع المدني، حقوق الطبع والنشر 2020، مجلس أمناء جامعة ليلاند ستانفورد جونيور، بموجب ترخيص المشاع الإبداعي Creative Commons Attribution 4.0 license.

تقديم المنح الفعّال

يعتبر تقديم المنح شكلاً من أشكال الفنون وبالتالي لا تحكمه قواعد صارمة وسريعة. مع ذلك، هناك بعض أطر العمل المفيدة التي يمكنك تبنيها. مثال على ذلك الدليل الذي أعده كريس بوتنام-واكيرلي، رئيس مجموعة بوتنام الاستشارية Putnam Consulting Group،  الذي يحدد 11 ممارسة أساسية لتقديم المنح الفعّال.

  1. افهم رسالتك ورؤيتك. اعرف تماماً ما تسعى للوصول إليه: فرسالتك هي هدفك الرئيسي (أي سبب وجودك)، ورؤيتك هي ما تحاول تحقيقه. ولذلك لا بد لك من تحديدهما وفقاً لاهتماماتك وما يثير شغفك (سواء كان ذلك التصدي لتغير المناخ أو توفير التعليم في أوقات النزاع) واحتياجات المجتمع الذي تحاول دعمه.

  1. قيم قدرتك على تحقيق مهمتك. انظر جيداً إلى الموارد التي تتمتع بها مؤسستك (الأشخاص والمعرفة والخبرات) وحدد الثغرات التي تعاني منها وتلك التي تحتاج إلى سدها من أجل تحقيق النجاح في مهمتك. وقد تحتاج إلى توظيف المزيد من الأشخاص أو الخضوع لتدريب ما أو ربما إعادة تقييم مهمتك أو تقليصها في حال كنت ترغب في البقاء في حدود قدرتك الحالية.

  1. حدد المجال الذي سيركز عليه تمويلك. اكتشف ما الذي ترغب في تمويله، سواء كانت موضوعات أكثر شمولاً (مثل الغذاء) أو برامج أكثر تحديداً (مثل التصدي لسوء التغذية عند الأطفال)، وما هي المناطق الجغرافية التي ترغب في التركيز عليها بناءً على رسالتك ورؤيتك، والأهم من ذلك، بناءً على قدراتك.

  1. قرر كيف ستعثر على المنظمات التي ستمولها. تتبع بعض المؤسسات الخيرية إجراءات لتقديم الطلبات تستطيع المنظمات المستفيدة من خلالها تقديم مقترحات للمشاريع التي ترغب بتمويلها، بينما تفضّل مؤسسات خيرية أخرى أن تتبع نهجاً استباقياً بحيث تبحث عن المنظمات التي ترغب بتمويلها وفقاً لتفضيلاتها. وعلى الرغم من أنه لا توجد طريقة صحيحة أو خاطئة للقيام بذلك، لكن ضع في اعتبارك أن تبني نهج أكثر انفتاحاً بقبول المقترحات من جميع المنظمات قد يمنحك فرصة للوصول إلى مجموعة أكبر من المنظمات المؤهلة للحصول على التمويل التي ربما لم تكن لتسمع بها بطريقة أخرى.
  1. ضع استراتيجيات تقديم المنح. يجب أن تغطي استراتيجيتك التي ستوجه قراراتك التمويلية بعض العناصر الأساسية مثل دعم البرامج ودعم نظام التشغيل الأساسي وبناء قدرات المنظمات والتدريب، وإجراء البحوث، وتقديم المنح المتعددة السنوات.

  1. ضع مبادئ توجيهية للمنح. ضع مجموعة واضحة من المبادئ التوجيهية التي تعرّف بالمنح التي تقدمها: كيف ستقدمها ولأي الجهات وما الغرض منها. فمن شأن ذلك أن يساعد المتقدمين وفريقك على فهم مجال التركيز الخاص بك ويوضح الأهداف التي تسعى لتحقيقها. ولا بد أن تتأكد أيضاً من أن هذه المبادئ التوجيهية واضحة وموجزة ومباشرة.
  1. انشر الخبر. تأكد من أن الجهات المستفيدة تعرفك وتعرف كيف تتصل بك. ستعتمد هذه الخطوة على النقطة الرابعة أعلاه وستكون مفيدة بشكل خاص إذا كنت تخطط لفتح المجال لجميع المنظمات للتقدم بطلبات الحصول على المنح وتوسيع نطاق خياراتك.

  1. ضع عملية لمراجعة المقترحات. فكّر في الإجراءات التي ستتبعها بعد تلقي المقترحات. ويتضمن ذلك مراجعة هذه المقترحات والتدقيق فيها وبذل العناية الواجبة وتعيين أعضاء الفرق والقيام بزيارات للمواقع والخطوات الأخرى التي قد ترغب في النظر فيها بناءً على اختياراتك التمويلية. ويجب أن تتأكد من أن كل خطوة من هذه الخطوات ضرورية وتضيف قيمة لرسالتك، فكل خطوة في إجراءاتك ستتطلب قدراً من الوقت والجهد من الجهات المستفيدة من المنحة ومن فريقك ولا يجب أن تبعدهم عن هدفهم الرئيسي.

  1. حدد إجراءات الاستعراض واتخاذ القرار من قبل مجلس الإدارة. هذه النقطة مرتبطة بالنقطة المذكورة أعلاه وستحدد أي منظمة ستحصل على المنحة بناءً على مراجعة المقترحات. إذا لم يكن لديك مجلس إدارة، فسوف تركز هذه الخطوة على كيفية اتخاذ قرارك والنقاط التي ستأخذها في الاعتبار في عملية تقديم الطلبات. فكّر في نوع المعلومات التي ستحتاج للاطلاع عليها أنت أو مجلس إدارتك من أجل اتخاذ هذا القرار وكيف تنوي الحصول عليها (إلكترونياً أو من خلال مستندات الإحاطة أو العروض التقديمية عبر الإنترنت).

  1. قم بإرساء المنح. ضع إجراءات روتينية لإبلاغ الجهات المستفيدة بقرارك وتأكد بإلحاقها باتفاق ملزم قانوناً حول المنحة يتم توقيعه من قبل الجانبين ويتم فيه تحديد الغرض من المنحة وقيمتها والإطار الزمني ومتطلبات الإبلاغ والشروط.

  1. حدد متطلبات الإبلاغ للمنح. مرة أخرى، فكّر في مقدار الوقت والجهد الذي ترغب أن تقضيه الجهة الحاصلة على المنحة بعيداً عن العمل في المشروع الذي مولته. يعد الإبلاغ أمراً مهماً للغاية لضمان المساءلة وتقييم التقدم وقياس الأثر الذي حققته المنحة وتوثيقه لكنه يستغرق وقتاً طويلاً ويتطلب الكثير من الموارد أيضاً. لذلك تأكد من أن تكون متطلبات الإبلاغ الخاصة بك مناسبة وضرورية واحرص على إبقائها عند حدها الأدنى.

المصدر: كريس بوتنام-واكيرلي - 11 ممارسة أساسية لتقديم المنح الفعّال.

العقبات

تعتبر عملية تقديم المنح أداة قوية لتحقيق التغيير الاجتماعي نظراً للمرونة التي تتمتع بها وقدرتها على الابتكار. مع ذلك لا تعد هذه العملية بسيطة وفي بعض الأحيان يمكن للممولين التسبب بمشاكل عن دون قصد للجهات المتلقية للمنح وقد تصل إلى إلحاق الضرر بالمجتمعات التي يحاولون مساعدتها.

في هذا التقرير، تستعرض ’برو-بونو إكونوميكس‘ Pro-Bono Economics، وهي منظمة غير ربحية مقرها المملكة المتحدة توفر الدعم للمؤسسات الخيرية والاجتماعية من أجل تعزيز تأثيرها، المشكلات الشائعة في عملية تقديم المنح وتقترح سبلاً لتجاوزها.

وتتمثل العقبات الثلاثة الرئيسية في:

  • قصر المدة الزمنية التي يتم خلالها تقديم المنح والذي يؤدي إلى حالة من عدم اليقين وعدم الكفاءة لدى الجهات الساعية للحصول عليها، إلى جانب الميل إلى إعطاء الأولوية للمشاريع التي يمكن إنجازها بسرعة وذات النتائج الفورية على الاستثمار في قدرة المنظمة على تطوير نفسها وتحقيق رسالتها على المدى الطويل.

  • تبني إجراءات دون المستوى الأمثل لا سيما إجراءات تقديم الطلبات والرصد المكلفة والمرهقة التي تقلل مباشرة من قيمة الأموال، فضلاً عن العوامل الاستراتيجية مثل تحديد مكان وطريقة توجيه الأموال، التي تعني أن التمويل لا يذهب دائماً إلى حيث يمكنه تحقيق أكبر أثر ممكن.

  • استنساخ أوجه عدم المساواة الاجتماعية على نطاق واسع، مما يعني أن بعض الفئات تعاني بشكل غير متناسب من تبعات القصور في النظام، وبالتالي لا يصل التمويل دائماً إلى الجهات التي هي في أمس الحاجة إليه.

المصدر: ’برو-بونو إكونوميكس‘ - التغلب على العقبات التي تحول دون تقديم المنح على نحو أفضل

العمل الخيري القائم على الثقة 

يقوم العمل الخيري القائم على الثقة على تحوّل في نمط التفكير وعلاقات القوة. فالمانحون التقليديون يتعرضون للانتقادات لاتباعهم نهج "الممول أدرى بما هو أفضل". وقد يشمل ذلك إملاء التأثير المطلوب، وتصميم عملية لتحديد الجهة الأنسب للحصول على التمويل، ومن ثم مطالبة المنظمات التي حصلت على التمويل بإثبات تأثيرها. في المقابل، يعني تقديم المنح النابع من الثقة احترام المنظمات غير الربحية والاعتراف بخبراتها والسماح لها بالمشاركة في تصميم البرنامج.

وقد تصدّر العمل الخيري القائم على الثقة عناوين الصحف في السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك جزئياً إلى رائدة العطاء الأمريكية ماكنزي سكوت التي قدمت حتى ديسمبر 2022 ما يزيد عن 14 مليار دولار إلى أكثر من 1,600 منظمة غير ربحية في مدة لا تزيد عن ثلاث سنوات. لكن بدلاً من دعوة المنظمات لتقديم طلبات الحصول على المنح ومن ثم إقحامها في جولات من العمل المكتبي الذي يستغرق وقتاً طويلاً للتأهل للحصول عليها، قامت سكوت بنشر فريق من المستشارين - على نفقتها الخاصة - لتحديد المنظمات المؤثرة وتقييمها.

ثم قدمت سكوت منحاً من دون شروط واضعة الثقة بقدرة تلك المنظمات غير الربحية على إنفاق الأموال بحكمة لتحقيق أهدافها الخيرية. وفي بعض الحالات، لم يكن لدى المنظمات أي فكرة بأنها ستحصل على التمويل حتى وصلت الأموال إليها. ويمكن الاطلاع على المزيد من التفاصيل حول العمل الخيري الذي تضطلع به ماكنزي سكوت هنا، حيث تنشر قائمة بجميع "هباتها" (كما تسميها).

ست طرق لتقديم المنح القائم على الثقة

  1. قدم تمويلاً غير مقيد ويمتد لعدة سنوات. يعد العمل الذي تقوم به المنظمات غير الربحية طويل الأمد ويصعب التنبؤ به، ولذلك فإن تقديم تمويل متعدد السنوات وغير مقيد للجهات المستفيدة من المنح يعطيها المرونة اللازمة لتقييم وتحديد المجالات التي تشتد فيها الحاجة إلى هذه المنح ويفسح المجال للابتكار واتخاذ الإجراءات الطارئة وتحقيق الاستدامة.

  2. ابحث جيداً. يتعين على المنظمات غير الربحية في الكثير من الأحيان تكبد مشقات لا حصر لها لمجرد دعوتك لها لتقديم مقترح. غير أن العمل الخيري القائم على الثقة ينقل المسؤولية إلى الجهات المانحة ويضع على عاتق الممول مسؤولية التعرّف على المستفيدين المحتملين، مما يوفر وقت المنظمات غير الربحية خلال المراحل الأولى من عملية الفرز والتدقيق.
  3. اعمل على تبسيط الأعمال المكتبية وتيسيرها. تقضي المنظمات غير الربحية قدراً هائلاً من الوقت في تقديم الطلبات والتقارير التي يطلبها المموّل والتي يمكن أن تشغلها عن أداء مهامها البالغة الأهمية. ويمكن للنهج المبسطة التي تركز على الحوار والتعلم أن تمهد الطريق لبناء علاقات أعمق وتحقيق المساءلة المتبادلة.

  4. تحلى بالشفافية والتجاوب. يدعم التواصل الصريح والصادق والشفاف الروابط القائمة على الثقة والمساءلة المتبادلة. وعندما يظهر الممولون تواضعهم ويكون لديهم وعي بمكامن الضعف وعلاقات القوة، فإنهم يرسلون إشارة للجهات المستفيدة بأنها تستطيع التعامل بانفتاح وبناء علاقة تعاونية معهم.

  5. التمس الآراء والتعليقات وتصرف بناءً عليها. لا يوجد لدى قطاع العمل الخيري جميع الإجابات. تقدم الجهات المستفيدة والمجتمعات وجهات نظر قيمة يمكن أن تسترشد بها استراتيجية الممول والنهج الذي يتبناه، مما يجعل عملنا بطبيعة الحال أكثر نجاحاً على المدى الطويل.

  6. وفّر الدعم بعد تقديم الأموال. يعمل الدعم غير النقدي الذي يتسم بالمرونة وسرعة الاستجابة على تعزيز مهارات القيادة والقدرات والصحة المؤسسية. يحتل هذا الأمر أهمية خاصة بالنسبة للمنظمات التي لم تتمتع في الماضي بنفس فرص الوصول إلى شبكة العلاقات أو مستوى الدعم الذي تمتع به نظراؤها الأكثر رسوخاً.

    المصدر: مشروع العمل الخيري القائم على الثقة، وهو مبادرة للتعلم والمناصرة بين الأقران تهدف لجعل الممارسات القائمة على الثقة النموذج المتبع في العمل الخيري.

     

تقديم المنح في الأزمات

يتطلب العمل الخيري في الأزمات فكراً مختلفاً عن تقديم المنح المعتاد. فالوقت يشكل عنصراً مهماً، إذ لا بد من اتخاذ القرارات بسرعة من دون أن تكون عشوائية لأن التمويل غير المدروس في حالات الطوارئ يمكن أن يضر أكثر مما ينفع وقد يؤثر سلباً على الأسواق والموردين المحليين ويتسبب في ازدواجية المساعدات، وفي بعض الحالات، قد يخلق نوعاً من التبعية بدلاً من بناء القدرة على الصمود.

وتعد الاحتياجات خلال الأزمات واسعة ومتنوعة. فبينما تحتاج المجتمعات المتضررة إلى الدعم في العديد من المجالات، هناك العديد من الطرق التي يمكن أن يساعد بها تمويلك، من دفع تكاليف أماكن الإيواء والمواد الغذائية إلى توفير المياه والأدوية والدعم النفسي والاجتماعي.

وغالباً ما تكون المنظمات المحلية أو مجموعات المجتمع المدني أو الكيانات الدينية أول من يقوم بالاستجابة خلال الأزمات. ومن المرجح أن يكون هؤلاء المستجيبون المحليون الأصغر حجماً أنفسهم هم الجهات التي سيتم التعاقد معها من قبل وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية لتقديم البرامج التي تروّج لها على صفحاتها العالمية لجمع التبرعات.

ويؤدي التبرع المباشر لهذه المنظمات إلى الاستغناء عن الوسطاء، فهو يُسهم في إيصال الأموال بسرعة إلى حيث تشتد الحاجة إليها، كما أنه يسمح لروّاد العطاء والمحسنين بتمكين المجتمعات من الاستجابة لتحدياتها الخاصة دون إجبارها على الاعتماد على المساعدات الخارجية.

غير أن تقديم التمويل على المستوى المحلي ينطوي على مخاطر وهو ليس سهلاً كما يبدو من الناحية النظرية. ومن المهم أيضاً أن يكون تمويلك مفيداً في المستقبل من خلال النظر في الاحتياجات الطويلة الأجل للمجتمعات التي تحاول مساعدتها.

بين عامي 1989 و2011، منحت مؤسسة كونراد إن هيلتون الخيرية Conrad N Hilton Foundation نحو 21.6 مليون دولار لدعم برامج الإغاثة والتعافي داخل البلاد وخارجها، استجابةً للأعاصير والزلازل والحرائق والفيضانات والتسونامي، فضلاً عن الفواجع الأخرى لا سيما تفجير مدينة أوكلاهوما وهجمات الحادي عشر من سبتمبر.

"تقديم المنح الخيرية من أجل الكوارث"، هو تقرير أعد بتكليف من مؤسسة كونراد إن هيلتون الخيرية ويلقي نظرة على أعمالها الخيرية في الأزمات ويأخذ في الاعتبار الدروس التي تعلمتها خلال هذه الرحلة. كما يراجع المبادئ وأفضل الممارسات ومدونات قواعد السلوك الخاصة بالمساعدات الإنسانية، لا سيما في أوقات الكوارث. وعلى الرغم من أن التقرير صدر في عام 2012، إلا أنه لا يزال مصدراً قيماً للمعلومات ويتضمن قائمة مراجعة لأفضل الممارسات التي يمكن تطبيقها على جميع حالات تقديم المنح.

يمكن تنزيل التقرير كاملاً هنا. وللمزيد من المعلومات حول العمل الخيري في الأزمات، انظر العطاء في حالات الطوارئ، وهي صفحة من تجميع منصة سيركل تقدم لك كل ما يجب أن تعرفه عن توفير التمويل في الأزمات.

إنهاء العلاقات البرامجية والتمويلية

سواء كنت مؤسسة خيرية مانحة أو مؤسسة عائلية تدير برامجها الخاصة، أو شركة كبيرة تقدم المنح، أو رائد عطاء من أصحاب المشاريع الصغيرة، أو منظمة غير حكومية تعيد توزيع التمويل أو مزيج من أي مما سبق، فإن إنهاء مثل هذه العلاقات أمرٌ لا مفر منه. وتجمع قرارات واستراتيجيات إنهاء العلاقات التمويلية الكثير من العوامل.

يوضح هذا الدليل الذي أعدته منظمة ’غرانت كرافت‘ Grantcraft (التي تسمى حالياً Candid Learning for Funders) بعض الممارسات الموصى بها.

  • فكّر قبل أن تتخذ أي خطوة. يمكنك أن تتجنب إنهاء العلاقات التمويلية الذي يسبب الاستياء من خلال الالتزام بالشفافية والعقلانية حول سبب دخولك في هذه الشراكات. ويبدو أن العديد من حالات الانسحاب المحاطة بعدم الرضا ناتجة عن قرارات خاطئة بشأن الدخول في مجال محدد أو علاقة معينة، أو بسبب قرارات تستند إلى معلومات غير كاملة أو متحيزة أو على تفسير انفعالي للمعلومات. فرائد العطاء ملزم "بعدم إلحاق الضرر" ولذلك تصبح الإشكاليات ذات الصلة بالأضرار الجانبية لإنهاء العلاقات التمويلية أكثر إلحاحاً عندما لا يكون لا يكونظ الدخول في هذه الشراكة مستنداً إلى قرار عقلاني منذ البداية.

  • كن مستعداً. يمكن للجميع أن يفعلوا ما اقترحه عضو مجلس إدارة مؤسسة خيرية تسعى لإنفاق جميع أصولها خلال فترة زمنية محددة على فريقه التنفيذي، وهو كتابة الإرث الذي تريد المؤسسة أن تتركه وراءها بعد أن تغلق أبوابها. فمن شأن ذلك أن يساعدك على تحديد المعنى الحقيقي لتمويلك وإرثك.

  • فكّر في الاستدامة في وقت مبكر. ماذا ستترك خلفك بعد إنهاء العلاقة التمويلية؟ ما الأثر الذي تسعى لأن يستمر لوقت طويل؟ عليك التأكد بأن جميع الشركاء يشاطرونك هذه التوقعات وبأن ما تقدمه وتموله يُسهم في تحقيق ذلك. ولذلك يجب على الممول لدى النظر في تقديم الدعم التفكير في هذا الأمر جيداً وإدراجه منذ البداية في المحادثات التي يجريها مع الجهات المتلقية للمنح والشركاء.

  • حدد الأطر الزمنية. لا تحتاج كل مؤسسة خيرية إلى وضع سياسات أو خطة رسمية حول مدة الشراكة، أو المعايير التي ستتبعها في حالات الانسحاب. فذلك يتوقف على كل حالة. لكن يبدو أنه من الحكمة العملية الحديث عن الأطر الزمنية في أي مرحلة - وربما كل مرحلة - من مراحل العلاقة مع الشركاء: ونعني هنا الإطار الزمني الخاص بك وذلك الخاص بهم. ومع تبني مفهوم الانسحاب فإن الطبيعة المؤقتة للعلاقات التمويلية قد تساعد في التخلص من القلق والتواصل بشفافية. في الوقت نفسه، لا ينبغي أن يكون مثل هذا الحوار حول الأطر الزمنية تهديداً مستمراً بالانسحاب... فالموضوع لا يتعلق بما تقوله وإنما كيف تقوله.

  • عالج انعدام المنطق في العلاقات. إذا كنت تريد أن تصبح جمعياتك الخيرية أو شركاؤك أو أي مجالات تنخرط بها مستدامة ومستقلة، فعليك أن تمنح الأطراف الفاعلة المساحة والحرية. لكن هل يمكنك تركها وشأنها؟ وكممول، هل يمكنك التعامل مع متلقي المنح والشركاء الحازمين والمتمسكين بأساليبهم؟ عليك أن تجد الدرجة الصحيحة من المشاركة. قد يرغب الممولون غير المنخرطين عن كثب في الانسحاب بسرعة، وربما يجد المنخرطون بشكل وثيق أو الذين ساعدوا في بناء العلاقة صعوبة في السماح لأطراف ثالثة بالمشاركة ولعب دور ما. ولذلك يجب أن يكون مديرو المؤسسة الخيرية على بينة وأن يديروا العواطف واللاعقلانية التي تنطوي عليها العلاقات في القطاع الخيري بشيء من الحكمة.

  • فكّر وتحلى بالصبر وكن واقعياً. في الكثير من الأحيان يأتي إنهاء العلاقة التمويلية فجأة ومن دون أي مقدمات. وتقوم بعض المؤسسات التي تتبنى العمل الخيري الاستثماري بمراجعة محافظها الاستثمارية سنوياً لتقرر ما إذا كانت ترغب في الاستمرار أو الانسحاب أو التوسع. فهذه المؤسسات تسعى إلى تجنب الاستثمار الطويل المدى في النماذج أو المنظمات التي لا تعمل جيداً أو تلك العاجزة عن تحقيق الإيرادات أو تنويع قاعدتها التمويلية. وعندما تنسحب هذه المؤسسات، فإنها تستغرق في العادة 12 شهراً لإتمام هذه العملية. أما إذا تبين لها أن نموذجاً أو منظمة ما يعملان جيداً، فسوف تبحث عن المستثمرين الصبورين الذين تستحقهم هذه المنظمة. غير أن جميع هذه المعايير لا تنطبق على كافة أشكال العمل الخيري ولذلك فإن الاستعراض المنتظم الذي ينطوي على مقارنة للبيانات قد يكون ناجعاً وقد يمنع انهاء العلاقات التمويلية المتسرعة أو المفاجئة.

  • أكثر من مجرد تقديم المال. كممول قد تكون علاقتك بشركائك أكثر من مجرد الدعم المالي. فقد تكون ذلك جزءاً من نموذج التدخلات الذي تتبعه (كما هو الحال في مجال العمل الخيري الاستثماري، على سبيل المثال) أو قد يكون تدخلاً غير مقصود. لكن تأكد من تأخذ مساهماتك غير المالية هذه في الاعتبار عند انهاء العلاقة التمويلية. من هنا لا بد أن تحدد المشاورات مع الشركاء الذين تنهي علاقتك معهم هذه الاحتياجات غير النقدية. وإذا كان هذا الجانب في صلب شراكتك معهم، فربما تتمكن من الاستمرار في تأدية هذا الدور. لكن إذا لم يكن الأمر كذلك، يمكن أن تتوصل مع جهات أخرى لتلبية هذه الاحتياجات. وفي بعض الأحيان، حتى إذا لم يعد بإمكانك تقديم المزيد من الأموال، بإمكانك الاستفادة من أصولك غير النقدية لدعم عمل شركائك (السابقين). 

  • تواصل ثم تواصل ثم تواصل. بمجرد اتخاذ قرار الانسحاب، فعليك البدء في التواصل. خذ وقتك واستخدم مجموعة متنوعة من القنوات وتأكد من تقديم رسالة موحدة وتأكد من أن الأفراد في التسلسل الهرمي يضطلعون بمسؤوليتهم، وكرر ما قلته ولا تفترض أنه سيتم التقاط رسائلك واستيعابها بسهولة: "أخبرهم بما تود قوله، أخبرهم وثم كرر ما قلته لهم" كما يقول أحد الممارسين ذوي الخبرة.

  • راجع وتعلم. في أحوال نادرة فقط يعود المموّلون خمس سنوات أو أكثر إلى الوراء للنظر في وضع الجهات التي حصلت على المنح في الماضي والشركاء السابقين لاستعراض عملية الانسحاب ومعرفة ما آلت إليه الأمور بعد إتمامها. وربما لا يبعث ذلك على السرور، غير أن الأشخاص الذين أقدموا على هذه الخطوة وجدوها ممارسة مفيدة وملهمة.

المصدر: غرانت كرافت - إنهاء العلاقات البرامجية والتمويلية

مراجع إضافية

خمس طرق لتكون ممولاً جيداً

لا يعد تقديم المنح عملاً سهلاً على الإطلاق، بل في واقع الأمر تعد عملية تقديم المنح التي تتميز بالجودة والاحترافية أكثر صعوبة، كما تقول جيما بول وتوم ستاينبرغ، مؤلفا كتاب Modern Grantmaking. في هذه المقالة التي نشرتها منصة سيركل، يشرح الكاتبان خمس طرق لتكون ممولاً جيداً وهي التواضع والإنصاف والأدلة والخدمة وتوخي الحرص.

تأثير الجائحة

قلبت جائحة كوفيد-19 العديد من الممارسات التقليدية لتقديم المنح رأساً على عقب وأجبرت المانحين على التحرك على نحو أسرع، ووضع ثقتهم في قيادة الأشخاص الذين يمولونهم، وتقليل متطلبات الإبلاغ قبل تقديم المنحة وبعده. ’بورياليس‘ Borealis، المنظمة الخيرية الوسيطة التي يقع مقرها في الولايات المتحدة والناشطة في مجال العدالة الاجتماعية وتوفير الموارد للحركات الشعبية من أجل تحقيق تغيير جذري، ما هي إلا إحدى الأمثلة على المنظمات التي غيرت نهجها بعد جائحة كوفيد-19. اقرأ هذه المقالة لتستكشف كيف فعلت ذلك.

كيف يمكن للعمل الخيري أن يسهم في تحقيق العدالة في جمع البيانات

تلقي مجلة ستانفورد للابتكار الاجتماعي Stanford Social Innovation Review نظرة معمقة على كيفية جمع البيانات واستخدامها في سياق تقديم المنح. وتشرح في هذا التقرير العلاقة بين المانحين والمجتمع وتدعو إلى تبني البحوث التشاركية المجتمعية واتباع نهج أكثر إنصافاً لجمع البيانات وملكيتها كي نتمكن من تحقيق تأثير أكبر.

تصميم عمليات تقديم المنح التي تركز على الشركاء

إن وضع الأشخاص المتأثرين بالنزاعات في صدارة منحك أو عملك الخيري يعد خطوة أساسية لتحقيق مستويات أعلى من الإنصاف في عطائك. تتحدث هذه المقالة الصادرة عن منظمة ’كانديد‘ Candid عن "التفكير التصميمي" كوسيلة يمكن أن لرواد العطاء والمؤسسات الخيرية استخدامها لضمان تقديم دعمهم الصادق والحقيقي لشركائهم من الجهات المتلقية للمنح وذلك بجعل رفاههم ومصالحهم وخبراتهم في صميم عملية تصميم التدخلات والمنح وبناء ذلك على التعاطف والإحساس مع الغير.