التصاميم التي تركز على الإنسان

Shutterstock 1565395540

بام سكوت هي مؤسسة شركة ’ذا كيوريس كومباني‘The Curious Company ، وهي شركة للاستراتيجيات والتصميم رائدة في ابتكار التصاميم التي تركز على الإنسان للعملاء من القطاعين التجاري وغير الربحي. عملت بام كعضو مؤسس لمبادرة ’مافيريك كوليكتيف‘ Maverick Collective، وعضو في مجلس الإدارة العالمي لمنظمة ’بي سي آي‘ PSI وعضو مجلس إدارة مؤسس لـIDEO.org. تشغل بام حالياً منصب رئيس المجلس الاستشاري للمركز العالمي للمساواة بين الجنسين بجامعة ستانفورد، كما تدير هي وزوجها تيم كوغل، الرئيس التنفيذي المؤسس لشركة ’ياهو‘ Yahoo، مؤسسة خيرية عائلية.

يتمثل التصميم الذي يركز على الإنسان في وضع الأشخاص الأقرب إلى تحدٍ ما في صميم عمليتك الإبداعية.

لقد اتبعت هذا النهج في شركة ’ذا كيوريس كومباني‘ The Curious Company خلال عملي مع العملاء من القطاع التجاري من قبيل شركة ’ميني كوبر‘ وشركة ’نايكي‘، لكننا وجدنا أن تطبيقه مفيد أيضاً في القطاع الاجتماعي. إنها الطريقة التي نفهم من خلالها أنا وفريقي بشكل أفضل كيف يواجه الأشخاص الصعوبات والتحديات حتى نتمكن من تلبية احتياجاتهم أياً كانت والتوصل إلى أفضل الحلول التي تناسبهم.

ويتألف هذا النهج من أربع خطوات. الخطوة الأولى هي الاستماع. وينطوي ذلك على الخروج إلى المجتمعات للتعلُّم من أولئك الأقرب إلى الصعوبات للتعرف على كيفية تأثرهم بها والوصول إلى فهم أفضل لها من وجهة نظرهم. كيف يواجهون أي تحدٍ مقارنة بهذا التحدي؟ كيف يتحدثون عنه؟ ما هي آمالهم وتطلعاتهم بشأنه؟ ولماذا قد يقاومون الحلول المتاحة لهم؟

المرحلة التالية هي التجميع والتوليف لمحاولة استخلاص ما الذي تعلمناه بالفعل. ما هي المواضيع والأفكار والرؤى، والأهم من ذلك كله، ما هي الفرص التي يقدمها لنا هذا التعلُّم؟ كيف يمكننا الوصول إلى نتيجة مختلفة وتقديم خدمة أفضل للأشخاص المتأثرين [بهذه التحديات]؟

أما الخطوة الثالثة فهي التفكير. فنحن نتوصل إلى الكثير من الحلول الممكنة. بعض هذه الحلول سيء للغاية، لكن جميعها يعرض بصيغته الأولية. ثم نشارك الحلول مرة أخرى مع المجتمع ومع الأشخاص الذين تسعى هذه الأفكار لخدمتهم. ونقوم بعد ذلك بتحسينها ونكرر هذه العملية إلى أن نتوصل إلى فكرة نرى أنها جاهزة للتنفيذ.

وأخيراً نخرج إلى الميدان ونعمل على تنفيذ الفكرة. لكن هذه ليست النهاية بأي حال من الأحوال؛ فنحن نحب البحث والاستطلاع في كل وقت ونبحث دائماً عن طرق لتحسين أي فكرة، حتى بعد أن يتم تنفيذها بالكامل.

"تتمثل إحدى المبادئ الأساسية للتصميم الذي يتمحور حول الإنسان في التفاؤل والإيمان بأن الأمور سوف تسير نحو الأفضل دائماً، حتى عندما تكون في مكان مظلم والمساعي تفشل من حولك بشكل مأساوي".

لكن الحقيقة المؤلمة التي يجب على الجميع معرفتها هي أنك إذا أردت أن تكون مبدعاً ومبتكراً، فلا بد أن تمر في مرحلة تعاني فيها من الفشل. فإن لم يفشل المرء، لن يدفع بحدود إمكاناته، فالفشل جزء من العملية.

تكون معظم الأفكار التي نتوصل إليها سيئة للغاية ولذلك ندعو سكان المجتمع لأن يكونوا صرحين للغاية معنا - وأن يخبرونا عندما تتسم الأفكار التي نطرحها بالغباء وأن يقترحوا علينا أيضاً كيف يمكننا العمل على تحسينها. أنهم يقومون بذلك بالفعل.

بل في واقع الأمر تدهشني دائما مهارات التصميم التي يتمتع بها الأفراد في المجتمعات المحلية ومدى براعتهم وإبداعهم عندما يُطلب منهم الاستجابة لأمر ما.

وتتمثل إحدى المبادئ الأساسية للتصميم الذي يتمحور حول الإنسان في التفاؤل والإيمان بأن الأمور سوف تسير نحو الأفضل دائماً، حتى عندما تكون في مكان مظلم والمساعي تفشل من حولك بشكل مأساوي.

اصطدم أحد المشاريع التي عملنا عليها في تنزانيا ببعض العقبات، وبعضها كانت عقباتٍ كبيرةً بالفعل. لقد كان الأمر مخيباً جداً. وإذا لم أكن الممول، فأظن أننا كنا سنحاول فقط إنجاح التصميم. لكن لأنني كنت الممول، فقد كان بإمكاني الدعوة لاستخدام جزء من التمويل للعودة إلى الميدان وطرح الأسئلة على الأشخاص الذين لم نسألهم من قبل. دعونا نتحلى بالصبر ولنكن متفائلين، وعلى يقين بأننا نستطيع إيجاد حل.

فأنا أفضل إنفاق المزيد من الأموال على البحث والتطوير قبل أن نقوم بالتوسع، بدلاً من أن نتوسع في ما لم يثبت نجاحه حقاً.