الصمود أمام تغير المناخ والتعليم

بان المفلح من دبي العطاء تتحدث عن تأثير تغير المناخ على التعليم وتدعو إلى ضرورة دمج الاستجابات

Shutterstock 86083195

بان المفلح هي مسؤولة برامج لدى مؤسسة دبي العطاء التي تعمل على تعزيز الرفاه الإنساني من خلال تصميم وتمويل البرامج التي تعطي الأولوية للتأثير والاستدامة وقابلية التوسع.

اتسمت السنوات الأخيرة باضطرابات كبيرة بسبب تصاعد الأزمات المناخية والكوارث الطبيعية في جميع أنحاء العالم. ومع كل حدث كارثي جديد نحن نشهد زيادة ملحوظة في معدلات تسرب الطلاب من المدارس وفترات مطولة من إغلاق المؤسسات التعليمية.

وبات من الجلي بشكل متزايد أنه مع كل أزمة من هذه الأزمات أصبحت نظم التعليم العالمية تفتقر إلى الأدوات والقدرات اللازمة للتكيف بشكل فعّال مع التغيرات المناخية أو الصمود أمامها. وبالتالي، فإن هذا القصور يجعل الأطفال الأكثر ضعفاً عرضة للعواقب السلبية لإغلاق المدارس والمزيد من الانقطاع عن التعليم.

وفقاً للمنتدى الاقتصادي العالمي، تعطل أزمة المناخ العالمية تعليم زهاء 40 مليون طفل سنوياً. وينتمي الأطفال الأكثر تضرراً إلى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث تتحمل الفئات السكانية الأكثر تهميشاً، لا سيما الفتيات واللاجئون والنازحون داخلياً والأشخاص ذوو الإعاقة والسكّان الأصليون، وطأة هذه التحديات.

إن أزمة المناخ هي في الواقع أزمة تعليم. نحن نشهد حلقة مفرغة لا بد من كسرها لأن الصعوبات التي يواجهها الطلاب في الوصول إلى التعليم تتسبب في العديد من الآثار الضارة على المدى البعيد على مجتمعاتهم واقتصادات بلدانهم بشكل عام.

وفي دبي العطاء، نطرح فكرة مفادها أنه لا يمكننا مناقشة التعليم دون النظر كيف تشكل القدرة على الصمود أمام تغير المناخ - أو غياب هذه القدرة – في نظم التعليم مشكلة رئيسية أمامنا اليوم.

بالمثل، لا يمكننا الحديث عن التصدي لتغير المناخ دون الاعتراف بالدور المؤثر الذي يمكن أن يلعبه التعليم في تعزيز الوعي المناخي بين الأطفال والشباب في الحاضر والمستقبل.

تتطلع منظمتنا وشركاؤها إلى تسليط الضوء على الترابط بين المناخ والتعليم في قمة ’ريوايرد‘ RewirEd لعام 2023. من المقرر عقد هذا الحدث في 8 ديسمبر 2023 في دبي، وسيكون جزءاً من يوم "الشباب والأطفال والتعليم والمهارات" ضمن فعاليات مؤتمر الأطراف (COP28).

"لا يمكننا مناقشة التعليم دون النظر كيف تشكل القدرة على الصمود أمام تغير المناخ - أو غياب هذه القدرة – في نظم التعليم مشكلة رئيسية أمامنا اليوم".

Nepal G002

تدعم دبي العطاء الأطفال المحرومين في جميع أنحاء العالم. الصورة: دبي العطاء.

وستكون هذه هي المرة الأولى في تاريخ جميع مؤتمرات الأطراف التي سيحتل فيها التعليم مكانة بارزة في المناقشات حول بالمناخ. وهدفنا هو عرض الفرص التي تتمخض عن التعاون الملموس بين شركاء التعليم والجهات الفاعلة في مجال المناخ وإعادة تشكيل السرد حول الحلول والفرص المناخية، إذ إننا نؤمن إيماناً راسخاً بأن هذه الفرصة تكمن في إحداث تحوّل في التعليم على الصعيد العالمي.

وعندما نتحدث عن التحول العالمي في التعليم، من الضروري التأكد من صلته بالسياق العالمي الحالي، سواء كان ذلك التصدي لتغير المناخ، أو إذكاء الوعي المناخي، أو تسخير التقنيات الرقمية، أو دمج المزيد من التعلم القائم على المهارات الحياتية للأطفال.

ثانياً، لا بد أن تظهر نظم التعليم العالمية قدراً أكبر من المرونة في مواجهة المشهد المتطور والبيئة المتغيرة التي يتم فيها التعلم، كما اتضح خلال جائحة كوفيد-19 عندما اضطر العديد من الأطفال إلى الانتقال إلى التعلم عبر الإنترنت.

ثالثاً، وهو الأمر الأكثر أهمية، لا بد أن تصبح نظم التعليم العالمية أكثر شمولاً وإنصافاً وكفاءة بشكل عام لتحقيق الغرض المقصود منها. وتتمثل رؤيتنا لتحويل التعليم في تنشئة جيل جديد يتمتع بالمهارات والقيم والمعارف والخبرات المناسبة ليصبح أبناؤه خبراء في الذكاء الاصطناعي، وخبراء في المناخ، ورواداً للأعمال، والأهم من ذلك، أبطالاً للاستدامة في المستقبل. وبهذه الطريقة، سيمتلك جيل المستقبل المعرفة والخبرة والقدرة على التعامل مع أي تحديات مناخية مستقبلية وتحديد الحلول المناسبة لها وتنفيذها.

وخلال قمة ’ريوايرد‘ المقبلة في دبي، سنجمع الشركاء الرئيسيين ونوفر لهم منصة لعرض الحلول المتنوعة التي قاموا بتطويرها في مجالات التداخل بين التعليم والمناخ. ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن العديد من الحلول كانت موجودة لفترة من الوقت؛ وما نحتاج إليه هو مكان لتسليط الضوء عليها وتسهيل مواءمة الالتزامات، وربما جذب الاستثمارات للأجندة المشتركة للمناخ والتعليم.