العطاء للمساواة ما بين الجنسين

تتحدث رائدة العطاء الإماراتية مني القرق عن مؤسستها الجديدة، وتوضح تركيزها على النساء والفتيات، وتضع الحجة للمزيد من البيانات والشفافية.

Shutterstock 122829034

تشغل سيدة الأعمال الإماراتية ورائدة العطاء منى القرق منصب نائبة رئيس مجلس الإدارة ومديرة التجزئة في مجموعة عيسى صالح القرق، كما تلعب دوراً رائداً في مؤسسة القرق الخيرية الخاضع لأسرتها.

وفي وقت سابق من هذا العام، أطلقت مني مبادرتها الخيرية الخاصة – ألا وهي مؤسسة ميم – لسد الفجوات ما بين الجنسين، ولخلق المزيد من الفرص الاقتصادية، ولإعطاء وصول أكبر إلى كلا من أماكن العمل والرعاية الصحية للنساء والفتيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وكانت هذه إحدى المقابلات الأولي التي أجرتها مني منذ إطلاق ميم، والتي توضح لنا فيها أهداف المؤسسة وتعطينا بعض التفاصيل عن خططها البرامجية. وتشتمل هذه البرامج على منحاً دراسية للنساء في مدرسة لندن لإدارة الأعمال، وتمويلاً لشركة (Ureed.com)  لتدريب النساء في شمال الإمارات بمجال الذكاء الاصطناعي وشرح البيانات، وذلك بالشراكة مع حكومة الإمارات العربية المتحدة.

وتفصح منى إلى مضيفتنا أنيسة بونجاني: "إن رؤيتنا هي لعالم حيث تستطيع فيه كل النساء والفتيات من تحقيق طموحاتهن." وتردف قائلتاً: "إن هدفنا هو إيجاد نُهُج مبتكرة ورائدة عملياً من أجل التصدي للتحديات الفريدة التي تواجهها النساء والفتيات في الإقليم."

وإن البحوث – والتمويل للبحوث – سوف تكون محوراً مركزياً لأعمال ميم. ورجوعاً إلى دراسة أجراها صندوق النقد الدولي في عام 2022، فلقد نوهت مني إلى أنه بالرغم من زيادة الاستثمار العالمي في البحوث والتطوير، إلا أن نسبتها المئوية من الناتج المحلي الإجمالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تنخفض إلى ما دون المتوسطات العالمية. وتقول منى: "مع وجود نسمة سكانية شابة وسريعة النمو، فإن هذا هو أكبر المخاطر الذي يجابهه الإقليم اليوم." وتضفي أيضاً: "إننا نبحث في مؤسسة ميم عن استثمارات في أفكار محلية ذات صلة بالإقليم، وبالتالي نستثمر أيضا في ملكيتها الفكرية."

"إن رؤيتنا هي لعالم حيث تستطيع فيه كل النساء والفتيات من تحقيق طموحاتهن."

منى القرق، رائدة العطاء إماراتية

3M7A1388

مضيفة  ’صياغة العمل الخيري‘ أنيسة بونجاني، تتحدث مع منى القرق في المقر الرئيسي لمجموعة عيسى صالح القرق بدبي في فبراير 2024.

وخلال المقابلة الواسعة النطاق، فلقد تأملت منى أيضا في الكيفية التي أثر بها والدها الراحل – عيسى صالح القرق – على عطائها، واستحضرت الطريقة التي كان يعود بها من رحلاته إلى الخارج ويشاطر الألبومات مع الأسرة عارضاً عليهم صوراً لأعماله الخيرية.

وكعضوة مؤسسة في مجلس إدارة إنديفور الإمارات، وكمستثمرة في مايند شفت كابيتال – وهو صندوق رأس المال المخاطر للمساواة ما بين الجنسين – فإن منى تستدعي قيمها الرئيسية على النحو التالي: النزاهة؛ والشجاعة؛ والنمو الشخصي؛ والابتكار.

وبمشاطرة ما تعلمته من خلال رحلتها الخيرية، فلقد عكست منى أهمية الاستماع إلى المستفيدين من الأعمال الخيرية. وتدلي بأن: "أحد أكبر الدروس التي تعلمتها على مر السنين هو أنه من المهم فعلاً فهم ما يحتاجه المستفيدون بدلاً من الإملاء عليهم ما يحتاجونه". وتسترسل بأنه: "عندما تصل إلى ذلك الفهم، وتكون هادئا في استماعك واستخراج تلك البيانات منها، فإنه يمكنك حينها أن تخلق أفضل البرامج وأن تخلق أفضل الأثر."

وتشدد منى أيضا على أهمية الاستدامة، وتشرح لنا لما لا تقتصر الأعمال الخيرية فقط على كتابة شيك، بل تعني بالأحرى مرافقة المشروع على مدي عمره لضمان أن يترك أثراً دائماً.