اجمع البيانات لقياس الأثر، وأبقَ فضولياً، وكن أكثر ابتكاراً؛ كانت هذه بعض التوصيات التي قُدّمت في اجتماع لفاعلي الخير وقادة المنظمات غير الربحية في الإقليم، والذي عُقد بجامعة نيويورك أبو ظبي.
وما تمت استضافته تحت مظلة المبادرة الإستراتيجية للعمل الخيري (SPI)، وفي الحرم الجامعي المسمي بـ «جزيرة سعديات»، فإن الحدث تضمن حلقة نقاش حول المشهد المتطور للعطاء الإقليمي — وبحث في الكيفية التي يمكن بها للمانحين والمؤسسات من تضخيم أثرهم.
وكان المتحدثون في الحدث هم: بدر جعفر، المبعوث الخاص لدولة الإمارات العربية المتحدة للأعمال التجارية والخيرية؛ وصاحبة السمو الملكي الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود، الأمين العام لمؤسسة «الوليد للإنسانية»؛ ومنى القرق، نائبة رئيس مجلس إدارة مجموعة عيسى صالح القرق، والمؤسسة لمنظمة «ميم»؛ وفادي غندور، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «ومضة كابيتال». ومؤسس منظمة «رواد».
وأكد بدر جعفر، الراعي المؤسس للمبادرة الإستراتيجية للعمل الخيري، على الحاجة إلى شبكات وأنظمة وبيانات أفضل لدفع فعالية الأعمال الخيرية، مشيراً إلى إمكانات دولة الإمارات العربية المتحدة لتصبح مركزاً عالمياً لرأس المال الخيري.
وأشار: "لطالما أعطت منطقتنا — بهدوء وسخاء — من الزكاة إلى الوقف إلى أعمال خير خاصة التي لا تُذكر في الأخبار". وأضاف: "بينما تظل هذه التقاليد مقدسة، لكن ما يتغير هو كيفية العطاء؛ إذ إننا ننتقل من أعمال خيرية إلى أعمال تغييرية، ومن أعمال معزولة إلى أعمال أنظمة، ومن نيات إلى أدلة".
"إننا ننتقل من أعمال خيرية إلى أعمال تغييرية، ومن أعمال معزولة إلى أعمال أنظمة، ومن نيات إلى أدلة."
بدر جعفر، المبعوث الخاص لدولة الإمارات العربية المتحدة للأعمال التجارية والخيرية
في نفس الوقت، وضعت منى القرق حجج قوية لتطبيق عقلية القطاع الخاص على العمل الخيري، وهذا باستخدام البيانات لتتبع الأثر، وعدم تغيير المسار إذا لم تنجح الأمور في المرة الأولى.
وقالت: "أود أن أرى المزيد من الناس يقودون بفضول". وأضافت: "كونوا مبتكرين بالفعل في عطائكم... وابدأوا بلا تردد... فإننا نميل إلى التباطؤ أحيانا لأن مشاكل العالم تبدو كبيرة جداً، لكنني أود أن أقول بصراحة يجب أن تبدأوا فقط وستتعلمون من تجربة العمل".
أما بالنسبة لفادي غندور، فإن الشراكات والتفاهم هما أساسيين للقدرة على تحديد حجم المشاكل وإيجاد الحلول.
وقال: "ما الذي يحتاجه المجتمع المحلي؟ ما هو حجم هذه المشكلة؟ ما هو المطلوب لحلها؟ الأمور لا تتعلق بالمال فقط، بل تتعلق بالشبكات، والمجتمعات المحلية، والشراكات مع كل من الحكومة والقطاع الخاص والجامعات."
ولقد شجّع المؤسس المشارك لمنظمة «أرامكس» أصحاب الأعمال الخيرية على "إقامة هذه الشراكات مع مجموعة مهارات تابعة لأصحاب العقول الريادية، وتابعة لأشخاص راغبين في حلول وإيجاد صيغة ناجحة".
وبمشاطرة تجاربها في قيادة مؤسسة «الوليد للإنسانية»، فإن صاحبة السمو الملكي الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود قد أكدت على أهمية البيانات الأساسية وتتبع الأموال المبذولة.
وقالت: "إذا كنتم لا تعرفون أين تقفون الآن، فكيف ستعرفون وجهتكم المستقبلية؟ ولذا، عليكم أن تفهموا كيف ستستخدمون أموالكم، وكيف ستعطون الأولوية بناء على البيانات".