قياس الأثر

جاستن سايكس، العضو المنتدب لمؤسسة ’إينوفيست‘ الاستشارية يقدم البراهين على أهمية قياس وإدارة الأثر.

Shutterstock 2177782861 1

جاستن سايكس هو المؤسس والعضو المنتدب  لمؤسسة ’إينوفيست‘ Innovest Advisory، وهي شركة تقدم استشارات متخصصة في الأثر لمديري الأموال الخاصة ومالكي الأصول من أجل الترويج للمزيد من القياس المحكم وتحقيق الأثر المناخي والبيئي والاجتماعي الفعّال.

يتم استخدام رؤوس الأموال والموارد الخاصة على نحو متزايد لمواجهة التحديات العالمية من خلال الأعمال الخيرية الموجّهة والنُهج القائمة على الاستثمار.

والاستثمار المؤثر يسمح باستخدام رأس المال كقوة من أجل إحداث التغيير التحولي بما يتجاوز بكثير ما يتم تحقيقه عادةً باستخدام النماذج التقليدية للمساعدات الإنمائية أو الأعمال الخيرية.

وبعد انقضاء عقدين من القرن الحادي والعشرين، بتنا على وشك أن نشهد أكبر عملية لنقل الثروة عبر الأجيال من جيل طفرة المواليد (الذين ولدوا في أعقاب الحرب العالمية الثانية) - وهو الجيل المهتم في الوقت الحالي بإرثه - إلى جيل X وجيل الألفية اللذين يتمتعان بوعي اجتماعي متزايد.

وإلى جانب الحس البيئي والاجتماعي للجيل القادم من أصحاب رؤوس الأموال، هناك أيضاً التزام واضح بقياس الأثر وفهمه وتحسينه.

ويعد قياس وإدارة الأثر (IMM) بصورة فعالة بالنسبة لهذه الفئة عنصراً أساسياً لإضفاء الشرعية والمساءلة على المبادرات الخيرية ومبادرات الاستثمار الرامية إلى إحداث الأثر.

والسبب الذي يجعلنا نقيس الأثر بسيط للغاية: فنحن نريد أن نعرف ما إذا كان تدخل ما فعالاً - أم لا - وفي كلتا الحالتين، نريد أن نعرف السبب. كما أن الهدف أيضاً هو إيجاد دليل على أن المنظمة أو الأعمال قيد الدراسة تنجح في تحقيق مهمتها المعلنة كما تُظهٍر التوقعات الواردة في "نظرية التغيير" (ToC).

وبمجرد أن تحصل منظمة أو مؤسسة تجارية على هذه المعلومات، فإنه يتسنى لها الوصول إلى فهم أفضل للطريقة التي يمكن أن تحقق بها الأموال التي يتم الالتزام بها التأثير الأكبر، وتوصيل هذه المعلومات إلى أصحاب المصلحة وتعزيز المصداقية بين الشركاء والشبكات.

هناك سبع فوائد رئيسية نجنيها من قياس الأثر

  1. إثبات تحقيق أهداف المهمة. يمكن للمنظمات ذات المقاصد الاجتماعية استخدام نتائج وبيانات قابلة للقياس لتأكيد التقدم المحرز نحو تحقيق مهمتها. ويمكن للمنظمات استخدام هذه المعلومات لمساءلة الموظفين عن أهداف الأثر المتفق عليها و/أو إعادة توجيه الاستراتيجية التنفيذية للتركيز بشكل أفضل على أهداف المهمة.
  1. تحسين أداء الأثر. يسمح تقييم أداء الأثر استناداً لإطار قياس الأثر الخاص بالمؤسسة بمراجعة الحالات التي ارتقت فيها التدخلات بشكل دوري إلى مستوى التوقعات بتحقيق الأثر، الأمر الذي ييسر عملية إعادة التخطيط إذا لزم الأمر بهدف الوصول إلى النتائج بشكل أكثر فعالية.
  1. التواصل مع أصحاب المصلحة. يؤدي قياس الأثر الاجتماعي بطرق مفهومة إلى مشاركة أصحاب المصلحة التي تعزز بدورها الشراكات القوية. فسرد قصة قوية عن الأثر من خلال البيانات المستقاة من واقع التجربة يضفي المصداقية على مهمة المنظمة وقيمها. وفي مشهد ذي صلة وقائم على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن قياس الأثر يمكن أن يؤدي أيضاً إلى تحسين التسويق الفعّال والارتقاء بالسمعة المهنية من أجل خلق الولاء والثقة. فقد وجد استطلاع للمستثمرين المؤثرين أجرته الشبكة العالمية للاستثمار المؤثر Global Impact Investment Network أن 92 بالمئة منهم يقرون أن قياس الأثر يعتبر مهماً للغاية لأغراض الاتصالات.
  1. المساءلة. يضمن تبني إطار قوي لقياس الأثر مقارنة الأثر المتوقع على نحو فعّال مع تكلفة تنفيذ مشروع ما. ويساعد هذا النهج في إثبات أن الموارد التي يتم إنفاقها على المبادرات تعطي أفضل قيمة مقابل الثمن المدفوع.
  1. السوق تتطلب ذلك. يبحث المانحون في مجال العمل الإنساني والخيري عن قدر أكبر من المساءلة في ظل تحوّل الحكومات إلى نماذج الأجر المرتبط بالأداء في أعقاب تراجع الثقة في فعالية النماذج التقليدية لتقديم الخدمات. ومرة أخرى، تعد المصداقية التي يوفرها قياس الأثر أمراً بالغ الأهمية. فالعمليات الفعّالة لقياس وإدارة الأثر هي بمثابة إشارة دقيقة للسوق بأن المنظمة تحقق الأثر المنشود وأنها تحمل في جعبتها سجلاً حافلاً بالمنجزات. إن المستثمرين المؤثرين يبحثون عن فرص الاستثمار التي تقلل قدر الإمكان من مخاطر عدم تحقيق الأثر وقد يقبلون بمخاطر مالية أكبر أو يستثمرون بشروط أقل نتيجة لذلك.
  1. المستثمرون يطلبون ذلك. يضع المموّلون المنظمات تحت ضغط متزايد لاستخدام استراتيجيات قياس وإدارة الأثر لإثبات أن أنشطتهم تحدث تغييراً إيجابياً وفي الوقت ذاته تقدّم أفضل قيمة مقابل الثمن المدفوع. ويدرك كل من المستثمرين وروّاد الأعمال على نحو متزايد أن قياس الأثر والقيمة المالية يسيران جنباً إلى جنب. فقد وجد استطلاع الشبكة العالمية للاستثمار المؤثر ذاته أن 59 في المئة من المستثمرين المؤثرين صنفوا قياس الأثر على أنه أمرٌ مهمٌ للغاية لتعزيز الأداء المالي، مقابل 3 بالمئة فقط الذين أفادوا بعدم أهميته.
  1. قد يواجه المموّلون مخاطر حقيقة بسبب عدم أخذ الأمر على محمل الجد. قد يعني الفشل في توضيح الأثر المتوقع أو قياس النتائج بشفافية وإبلاغ أصحاب المصلحة، أن الممولين، لاسيما مديرو الاستثمار، قد يواجهون مخاطر حقيقية ذات صلة بسمعتهم من خلال توجيه الاتهامات بـ "غسل الأثر". ويمكن للاستعانة بمستشار خارجي يتحلّى بالموضوعية والحياد للتحقق بشكل مستقل من الأثر - الصالح منه والطالح - أن يساعد أيضاً في بيان التزام الممولين بقياس الأثر بشكل موثوق وفعّال. وقد يؤدي التطبيق الصارم لاستراتيجية قياس وإدارة الأثر إلى المساءلة ويمكن أن يعمل على جذب المزيد من المانحين الساعين لتحقيق الأثر أو المستثمرين الذين يحتاجون إلى استراتيجية للأثر تكون مفصلة بوضوح تام.
Shutterstock 181263770

تساهم القروض المتناهية الصغر في تعزيز عمل المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الصومال. وقد قامت مؤسسة ’إينوفيست‘ بتتبع تأثير هذه القروض. الصورة: إدواردو سوتيراس جليل/ بانوس بيكتشرز.


دراسة حالة: كيمز للتمويل المتناهي الصغر

تعد كيمز للتمويل المتناهي الصغر KIMS Microfinance أكبر مؤسسة مملوكة للقطاع الخاص للتمويل المتناهي الصغر في الصومال حيث يبلغ عدد متعامليها الحاليين 5,300 شخص في حين يصل إجمالي حجم محفظة قروضها النشطة إلى 2.37 مليون دولار.

وقد أسس كيمز اثنان من الصوماليين المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنذ انطلاقها في عام 2014 قدمت المؤسسة أكثر من 30,000 قرض متوافق مع الشريعة الإسلامية للأعمال التجارية الصغيرة والضئيلة الحجم بقيمة تزيد عن 30 مليون دولار.

وتعمل مؤسسة كيمز على تطوير نظرية للتغير لمساعدتها على تحديد مؤشرات الأداء الرئيسية والمقاييس التي ستمكنها من تتبع أثر أعمالها فضلاً عن مساهمتها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وفي بدابة عام 2022، قدمت ’إينوفيست‘ الدعم لمؤسسة كيمز من خلال إجراء مسح بواسطة تطبيق ’واتس آب‘ تم خلاله سؤال أكثر من 2,000 متعامل عن أثر القروض التي تقدمها المؤسسة على أعمالهم وأسرهم. ومن بين الأشخاص الذين أجابوا على الاستبيان، أفاد 94 في المئة أن التمويل الذي حصلوا عليه من مؤسسة كيمز قد ساعد في تحسين أداء أعمالهم، بينما تحدث 93 في المئة منهم عن زيادة في الدخل الذي تدره أعمالهم. علاوة على ذلك، ونتيجة لهذه الزيادة في الإيرادات التجارية، أبلغ المتعاملون عن زيادة في إنفاق الأسر في مختلف المجالات، بما في ذلك الاحتياجات التعليمية (38 بالمئة من المجيبين على الاستطلاع)، والحصول على طعام ذي جودة أعلى (27 بالمئة) ودفع تكاليف الرعاية الصحية (21 بالمئة).

وقد تمكنت مؤسسة كيمز من استخدام البيانات الناتجة عن هذا الاستطلاع لتحسين تقديم الخدمات والتعبير عن أداء الأثر بوضوح للمانحين والمستثمرين.

في مايو 2022، ستستضيف ’إينوفيست‘ فعالية حصرية لأعضاء منصة سيركل لمساعدتهم على تبني نُهج أكثر اتساماً بالطابع الرسمي لتحديد أهداف الأثر وأنظمة قياس النتائج. للمزيد من المعلومات تفضل بزيارة الرابط التالي.