تحقيق امكانيات سوريا

جسور هي منظمة دولية غير حكومية أسسها مجموعة من المغتربين السوريين لمساعدة شباب سوريا على تحقيق إمكاناته من خلال التعليم

Gettyimages 530956918

قبل اندلاع الحرب الأهلية السورية عام 2011، كانت نسبة الأطفال الذين يرتادون المدارس الابتدائية في سوريا تقدر بـ97 بالمئة. لكن بحلول العام 2013، أدت أعمال العنف في بعض المناطق إلى انخفاض حاد في ارتياد المدارس، إذ تدنت نسبة الحضور إلى نحو 30 بالمئة، ما يؤكد على حجم الأزمة التي تواجه الجيل القادم في سوريا. وتشير بعض التقديرات إلى أن ما لا يقل عن 100,000 طالب مؤهل للالتحاق بالجامعات يعيشون حالياً حياة اللجوء.

في عام 2011، سافرت مجموعة من المغتربين السوريين إلى سوريا لترى عياناً العدد الكبير من الشباب الذين يتمتعون بمواهب وقدرات كامنة لكنهم محرومون من الوصول إلى تعليم جيد. قررت المجموعة حينها أن تباشر العمل على تغيير هذا الواقع. وهكذا أطلق هؤلاء المغتربون "منظمة جسور"، التي تسعى إلى الاستفادة من القدرات المجتمعة للسوريين الذين يعيشون في مختلف أنحاء العالم للعمل سوية على مساعدة الشباب السوري للحصول على تعليم جيد في أرقى الجامعات والمعاهد.

وتفيد غريس أتكينسون، المديرة التنفيذية لمنظمة جسور بقولها: "بدأت المنظمة عملها ببرنامج توجيهي يستخدم تطبيق "سكايب" عبر الإنترنت، نشارك الشباب من خلال أهم الفرص التعليمية التي توفرها الجامعات والمعاهد، ونقوم بمساعدتهم في كافة خطوات عملية التسجيل واختيار المجالات الأكاديمية المختلفة."

وفي السنوات اللاحقة، توسعت منظمة جسور لتصل أعمالها وأنشطتها اليوم إلى أكثر من 2,000 شاب وشابة سنوياً، 75 بالمئة منهم من اللاجئين. وتدير المنظمة "برنامج جسور للمنح الدراسية" الذي تمكّن من إرسال أكثر من 700 طالب سوري إلى الجامعات الدولية، يشمل ذلك مبادرتها الرائدة المسماة "منحة تعليم مئة امرأة سورية، لبناء مستقبل عشرة آلاف سوري" لدعم الفتيات والسيدات السوريات اللواتي يظهرن إمكانات قيادية.

كما تقدم المنظمة من خلال برنامجها لتعليم الأطفال اللاجئين، خدماتها لحوالي 1,200 طفل لاجئ سنوياً، يقيمون في لبنان، من ارتياد المدارس الحكومية. كما أطلقت منظمة جسور مؤخراً "برنامج ريادة الأعمال"، الذي قام في عام 2019 بتدريب أكثر من 500 شاب وشابة سورية على ريادة الأعمال ومنحهم نحو 150,000 دولار أميركي من التمويلات الأولية لمشاريعهم الواعدة.

وهكذا، ما بدأ كمجهود صغير بين الأصدقاء، نما ليصبح حركة عالمية، يقودها مغتربون سوريون ويدعمها ثمانية أعضاء في مجلس إدارة المنظمة وطاقم كامل من الموظفين.

وقد وصلت شبكة منظمة جسور حالياً إلى أكثر من 130,000 فرد، من بينهم شباب يعيشون في سوريا وفي الدول المجاورة كلاجئين، فضلاً عن عدد من الأفراد الذين يتبرعون للمنظمة بأموالهم ووقتهم لتسيير أنشطتها وتحقيق أهدافها النبيلة. وتضم هذه الشبكة أكثر من 220 متطوعاً يقومون بتوجيه الشباب وتوفير الدعم الإداري والعمل في المدارس المشاركة مع منظمة جسور.

وقد تمكنت جسور في عام 2019 من جمع نحو 1.7 مليون دولار أميركي، أتى معظمها من السوريين الملتزمين برسالة دعم تعليم الشباب. ويشمل هذا المبلغ تبرعات تقل عن 5,000 دولار لكل متبرع بلغ مجموعهم أكثر من 3,500 شخص، فضلاً عن تبرعات تفوق قيمة كل تبرع منها 20,000 دولار قدمتها أكثر من 20 مؤسسة خيرية ورائد عطاء.

وتخطط منظمة جسور مستقبلاً لتوسيع شبكتها وبرامجها، مثل تنمية برنامج ريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتوفير برنامجها للتطوير المهني بالكامل عبر الإنترنت. ومن خلال عملها هذا تستثمر جسور في طرق مبتكرة ومستدامة تمكن الشباب السوري من بناء مستقبل أفضل لهم ولبلدهم.

تم‭ ‬نشر‭ ‬هذا‭ ‬المحتوى‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬’مشروع‭ ‬انسبايرد،‭ ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬مقابلات‭ ‬الفيديو‭ ‬ودراسات‭ ‬الحالة‭ ‬المستمدة‭ ‬من‭ ‬لقاءات‭ ‬مع‭ ‬رواد‭ ‬عطاء‭ ‬متميزين‭ ‬ومؤسسات‭ ‬خيرية‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي. ‬وقد‭ ‬حصل‭ ‬’مشروع‭ ‬انسبايرد‘‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬عبدالله‭ ‬الغرير‭ ‬للتعليم‭ ‬ومؤسسة‭ ‬بيل‭ ‬وميليندا‭ ‬غيتس،‭ ‬وتم‭ ‬إنتاجه‭ ‬مع‭ ‬شركاء‭ ‬المعرفة‭:‬ ’مجموعة‭ ‬بريدج‭ ‬سبان‘‭ ‬و’زمن‭ ‬العطاء‘‭.‬